خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للشيخ عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 7 رجب 1445هـ ، الموافق 19 يناير 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م بصيغة word بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للشيخ عمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م بصيغة pdf بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للشيخ عمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م ، بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للشيخ عمر مصطفي.
أولًا: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
ثانيًا: المخدراتُ هدمٌ لمقاصدِ الشريعةِ.
ثالثًا: العـــلاجُ خطـواتٌ علي الطـريقِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م ، بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:
مجتمعٌ بلا إدمانٍ، خطواتٌ علي الطريقِ
7 رجب 1445 هـ – 19 يناير 2024 م
الموضوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)}(المائدة )، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدين.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق
أولًا: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
*عبادَ الله: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خلقَنَا لهدفٍ وغايةٍ، خلقَنَا لعبادِتِه قالَ تعالي: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}(الذاريات)، وخلقَنَا لعمارةِ هذا الكونِ، قالَ تعالي: { هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ}(هود)، وأعطانَا ما نحققُ بهِ هذا الهدفَ وهذه الغايةَ فسخّرَ لنَا الكونَ قال تعالي: { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) }(الجاثية)، وأعطانَا هذا الجسدَ وزودنَا بالصحةِ وبهذه الحواسِّ والعقلِ وأنعمَ علينَا بالوقتِ، وكلُّ هذا مِن أجلِ تحقيقِ الغايةِ والهدفِ، وجعلَ لنَا أعداءً مِن أجلِ الاختبارِ والامتحانِ، وكلفنَا بالتكاليفِ الشرعيةِ (أوامر ونواهي)، فرسبَ كثيرٌ مِن ضعافِ النفوسِ واستجابُوا لدعواتِ شياطينِ الإنسِ والجنِ فخالفُوا الأوامرَ وارتكبُوا النواهي، وحادُوا عن الهدفِ والغايةِ فضلُّوا وأضلُّوا.
*ومِن هذه التكاليفِ النهيُ عن كلِّ ما يذهبُ العقلَ أو يعطلُهُ عن عملِهِ، مِن المخدراتِ والمسكراتِ والمفتراتِ، وكلُّهَا حرامٌ، قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)}(المائدة )، عندما سمعَ أصحابُ رسولِ اللهِ ﷺ هذه الآياتِ امتثلُوا لأمرِ اللهِ في الحالِ وأراقُوا الخمرَ حتي جرتْ في سككِ المدينةِ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ وَأَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، مِنْ فَضِيخِ زَهْوٍ وَتَمْرٍ، فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: قُمْ يَا أَنَسُ فَأَهْرِقْهَا، فَأَهْرَقْتُهَا “(صحيح البخاري).
*وحرّمَ اللهُ علينَا الخبائثَ قالَ تعالَي: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) } (الأعراف)،وتعاطي المخدراتِ وشربُ الخمورِ مِن الخبائثِ.
*والمخدراتُ قتلٌ وإهلاكٌ للنفسِ، قالَ تعالَي: { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) }(النساء)، وقال تعالي:{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}(البقرة).
*فالخمرُ والمخدراتُ وغيرُهَا مِمّا يذهبُ العقلَ أو يُعطلُ عملَهُ حرامٌ: وإنْ تغيرتْ المسمياتُ عن أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي اللهُ عنه ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا»(سنن أبي داود).
*فالخمرُ كلُّ ما خامرَ العقلَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قال قَامَ عُمَرُ عَلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ: ” أَمَّا بَعْدُ، نَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةٍ: العِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالعَسَلِ وَالحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ، وَالخَمْرُ مَا خَامَرَ العَقْلَ “(صحيح البخاري). وخامَرَ العقلَ أي غطَّاهُ.
*ونهَي رسولُ ﷺ عن كلِّ مُسْكرٍ ومُفترٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ»(سنن أبي داود). والْمُفْتِرُ كُلُّ شَرَابٍ يُوَرِّثُ الْفُتُورَ وَالْخَوَرَ فِي الْأَعْضَاءِ، وَحَكَى أهلُ العلمِ الْإِجْمَاعَ عَلَى تَحْرِيمِ الْحَشِيشَةِ وَأَنَّ مَنْ اسْتَحَلَّهَا كَفَرَ، وأَوَّلُ مَا ظَهَرَتْ فِي آخِرِ الْمِائَةِ السَّادِسَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ حِينَ ظَهَرَتْ دَوْلَةُ التَّتَارِ وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ وَهِيَ شَرٌّ مِنْ الْخَمْرِ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، لِأَنَّهَا تُوَرِّثُ نَشْوَةً وَلَذَّةً وَطَرَبًا كَالْخَمْرِ.(سبل السلام).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق
ثانيًا: المخدراتُ هدمٌ لمقاصدِ الشريعةِ.
*عبادَ الله: إنَّ الشريعةَ جاءتْ بالمحافظةِ علي الضرورياتِ الخمسِ وهي : (الدينُ، و النفسُ، والعقلُ، والنسلُ، والمالُ)، فكلُّ أحكامِ الشريعةِ مِن عباداتٍ ومعاملاتٍ وأنكحةٍ وقضايَا وحدودٍ وقصاصٍ كلُّهَا تدورُ حولَ المحافظةِ علي هذه الضرورياتِ الخمس، والمخدراتُ تهدمُ هذه المقاصدَ كلَّهَا.
*فالمخدراتُ تهدمُ الدينَ؛ لأنَّها تصدُّ عن سبيلِ اللهِ فالذي وقعَ في بئرِ المخدراتِ تراهُ يعزفُ عن الصلاةِ فلا ينهضُ لهَا بقصدٍ أو بغير، بقصدٍ لأنَّ بعضَهُم عندَهُ شبهاتٌ شيطانيةٌ يصدُّهُم بها عن الصلاةِ، منها: أنَّ فمَهُ يظلُّ نجسًا لمدةِ أربعينَ يومًا، فكيفَ يُصلِّي وفمُهُ نجسٌ !!!
وبعضُهُم غائبٌ عن الوعيِ أو أُنهكَتْ قواهُ فكيفَ يُصلِّي ؟؟؟
فضلًا عن باقِي العباداتِ قالَ تعالَي: { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)}(المائدة ).
*والمخدراتُ تقتلُ النفسَ؛ لأنَّها تدمرُ النفسَ، تدمرُ الحياةَ، تدمرُ الصحةَ، وبعضُ هؤلاء المدمنين للمخدراتِ حياتُهُم تنتهِي بالموتِ، أو الانتحارِ، ومَن لم يمتْ منهُم فقد ماتَ أدبيًّا فهو حيٌّ بجسدِهِ لكنَّهُ ميتٌ أي في حكمِ الميتِ، فما هي قيمةُ إنسانٍ فقَدَ إرادتَهُ ولم يَعُدْ قادرًا علي صنعِ شيءٍ، فهو ميتٌ أشبُهُ بالحيِّ، وكذلك كثيرًا مِن حوادثِ القتلِ في هذا العصرِ ارتكبَهَا مدمنونَ، فهو يقتلُ نفسَهُ وقد يتسلطُ علي غيرِهِ بسببٍ أو بغيرِ سببٍ فيقتلهُ.
*والمخدراتُ تُذهبُ العقلَ؛ لأنَّهَا تدمرُهُ وتغيبُهُ عن الواقعِ، وما كُرِّمَ الإنسانُ إلّا بالعقلِ الذي هو مناطُ التكليفِ، قالَ تعالي :{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)}(الإسراء).
*والمخدراتُ خطرٌ علي النسلِ: فالإنسانُ المدمنُ كيفَ يُراعِي أطفالَهُ وزوجتَهُ، فكثيرًا ما تضيعُ الأسرةُ، ويشتتُ الأبناءُ، وكذلك مدمنُ الخمرِ كثيرًا ما يعتدِي علي الأعراضِ فلا يكفيهِ ضياعُ أسرتِهِ بل انتقلَ إلي غيرِهِ فإلي اللهِ المُشتكَي .
*وكذلك المخدراتُ ضياعٌ وإهدارٌ للمالِ؛ لأنَّهُ يحتاجُ إلي المالِ لشراءِ المخدراتِ ورُبَّمَا سرقَ أو اختلسَ أو قطعَ الطريقَ، كلّ ذلك مِن أجلِ المالِ.
فالخمرُ سمَّاهَا عثمانُ بنُ عفان رضي اللهُ عنه بأمِّ الخبائث؛ لأنَّ مَن شربَهَا لم يمتنعْ مِن شيءٍ فهي مفتاحُ كلِّ شرٍّ، وأصلُ كلِّ وباءٍ فهي بحقٍّ وباءُ الشعوبِ وسرطانُ العقولِ.
عن عُثْمَانَ بنِ عفانَ رضي اللهُ عنه قال : ” اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ، إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ: أَنَا أَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللهِ مَا دَعْوَتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعْوَتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرِ كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا، فَسَقَتْهُ كَأْسًا، فَقَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا وَاللهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ “(السنن الكبرى للنسائي).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق
ثالثًا: العـــلاجُ خطـواتٌ علي الطـريقِ.
*عبادَ الله: إنَّ خطرَ إدمانِ المخدراتِ لا يقفُ عندَ المدمنِ وحدَهُ بل يمتدُّ ليصلَ إلي كلِّ أفرادِ المجتمعِ، فتتفشَّي الجريمةُ ويذهبُ الأمنُ والأمانُ، وتنهارُ الأسرُ، ويكثرُ الفسادُ، وتغيبُ المودةُ والمحبةُ بينَ الناسِ وتتدنَّي الأخلاقُ، وتذهبُ القيمُ، فتنهارُ بذلك المجتمعاتُ، لذلك لابُدَّ أنْ تتكاتفَ جهودُ المجتمعِ مِن أجلِ توعيةِ الشبابِ حتي لا يقعَ في بئرِ الإدمانِ، ولا يكونُ فريسةَ عُبّادِ الدنيا مِمَّن لا يريدونَ إلّا المالَ ولو علي حسابِ أرواحِ العبادِ، ومَن وقعَ منهُم في هذا البئرِ نأخذُ بيدهِ لنقيلَهُ مِن عثرتِهِ، فكلُّنَا في سفينةٍ واحدةٍ لابُدّ أنْ يأخذَ بعضُنَا بيدِ بعضٍ إلي طريقِ النجاةِ، عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا “(صحيح البخاري).
فعلينَا أنْ نتعاونَ جميعًا لمواجهةِ هذا الوباءِ وفي المقدمةِ الآباءُ والأمهاتُ، قال تعالي: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}(المائدة).
*وليعلمْ متعاطِي المخدراتِ وشاربُ الخمرِ مهمَا تعددتْ الأسماءُ هو مرتكبٌ لكبيرةٍ مِن الكبائرِ، وأنَّها مفتاحٌ لكلِّ شرٍّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي اللهُ عنه قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِتِسْعٍ: وذكرَ منها ( وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ)(الأدب المفرد).
*وليعلمْ أنَّهُ علي خطرٍ عظيمٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، مُدْمِنُ خَمْرٍ»(سنن ابن ماجة). و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ»(صحيح البخاري).فشاربُ الخمرِ ومتعاطِي المخدراتِ أضاعَ دينَهُ بارتكابِ هذا الإثمِ العظيمِ، فخسرَ الدنيَا والآخرةَ.
اللهُمَّ خُذْ بنواصينَا إليك، أخذَ الكرامِ عليك، وأعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف